خيرية القطيف تستضيف الدكتور خالد الحليبي ضمن برنامج إقلاع للتوعية بآفة المخدرات
استضافت جمعية القطيف الخيرية على مسرحها مساء الخميس الدكتور خالد الحليبي محاضرا ضمن برنامج "إقلاع" الذي تنظمه تنمية القطيف للتوعية بآفة المخدرات ويتضمن 19 مسارا بالتعاون مع 28 جمعية خيرية وتنموية بالمحافظة.
وقدم الدكتور خالد بن سعود الحليبي مدير عام جمعية التنمية الأسرية بالأحساء محاضرته التي حملت عنوان "دور الأسرة في حماية النشء من آفة المخدرات" وتضمنت عدة محاور هي: الأسرة القوية وبناء المناعة والممانعة، كيف نحصن أولادنا من آفة المخدرات، دور الأسرة في المرحلة العلاجية.
وانطلق اللقاء بدايةً والذي أدارته الأستاذة حليمة آل درويش تلاوة طيبة من القرآن الكريم وقدم لها رئيس مجلس إدارة خيرية القطيف الأستاذ أسامة الزاير كلمة ترحيبية بالضيوف وكان في مقدمتهم الأستاذ بركات الصلبوخ مدير مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف والأستاذ حسن آل لباد رئيس مجلس إدارة جمعية العوامية الخيرية وأشاد الزاير في كلمته بجهود الوطن في مكافحة المخدرات والعمل المميز لمركز التنمية الاجتماعية بالقطيف في طرح هذا البرنامج التوعوية الهادف ومساراته القيمة.
وأوضح الحليبي أن أبرز المشكلات الأسرية التي تسببت في وقوع بعض أفرادها في آفة المخدرات هي القدرة السيئة من الوالدين وضعف الوازع الديني، إدمان أحد الوالدين وانشغالهما عن الأولاد ومنها العنف والحرمان وأيضا الإفراط في منح الحرية، سوء التربية والتنشئة الاجتماعية، والطلاق والتفكك الأسري.
وبين الدكتور أنها الفئة العمرية التي تقع فريسة للمخدرات هي بين 20 و51 سنة وإن هناك حالات لبعض الأطفال وأن الهدف هو النيل من شباب البلد وروحها والفئة العاملة فيها.
ولفت إلى أن الكبتاجون هو الخيار الأكثر انتشارا بين الشباب وقد كشفت المديرية العامة للمخدرات في السعودية أن العصابات عمدت إلى إضافة مواد كيميائية لهذه الحبوب المخدرة والتي من شأنها تدمير خلايا المخ فضلا عن الضرر الذي تسببه أصلا.
ونبه الحليبي إلى وقوع الشباب شرك التعاطي يكون بمرحلة تسمى المرحلة التجريبية بفضول المغامرة وتكون مرة أو بضع مرات مع قرناء السوء، وكثير من متعاطي المخدرات أقدموا عن قصد وعلم واختيار وإرادة كاملة متأثرين بعوامل نفسية واجتماعية.
وأشار الدكتور إلى أن أسباب التعاطي هو البحث عن السعادة الموهومة والرضا والسرور بينما هي تزيدهم هما واكتئابا، وإن كانوا يبحثون عن تخفيض التوتر والقلق فهذه الآفة تعشيهم في أجواء الخوف والرهبة والانزعاج الدائم.
وأضاف: إن يبحثون عن الإحساس بموقف اجتماعي متميز فهي تفصلهم عن المجتمع كله بل حتى عن أسرهم بشكل كامل، وإن كانوا يبحثون عن الوصول لحياةٍ مفهومة فهي تجعلهم لغزا من الألغاز، وأن كانوا يبحثون عن القوة والفحولة فهي تحيلهم إلى رماد من الضعف وهي طريق الدمار والسجن والفقر وضياع الأسرة.
ولفت المحاضر إلى أن المخدرات تتداخل مع الجرائم الأخرى كالعصارات المنظمة التي يعتمد عملها على الدعارة والسرقة والسطو والخطف وغسيل الأموال والمشاركة في الأنشطة الاقتصادية المشبوهة بكل أنواعها.
وشدد الحليبي على أن الأمن الأسري هو بوابة الأمن الوطني وأن هذه الحقيقة التي نؤمن بها جميعا نرى من خلالها السعي الوطني الكبير والحرب التي تشنها البلاد على المخدرات لأن السم القائل للإنسان والأسرة والمجتمع والوطن.
ولفت الحليبي إلى أن للأسرة القوية لاحتواء المتعافي ثلاثة أبعاد مهمة وهي: التماسك وتعني الشعور بالتقارب والترابط في الأسرة، المرونة ويقصد بها القدرة على التأقلم مع تغير ظروف الحياة، وثالثا التواصل وهو بعد تيسيري يساعد على زيادة شعورهم بالتقارب والعمل بنجاح على حل المشكلات.
وشهد اللقاء مشاركة عدد من الجهات بأركان متنوعة وهي: هيئة الهلال الأحمر السعودي، الهيئة العامة للزكاة والضريبة والجمارك، لجنة السلامة المجتمعية بجمعية مضر الخيرية، الهاتف الاستشاري بأم الحمام.
وفي ختام اللقاء قدم رئيس خيرية القطيف الأستاذ أسامة الزاير درعا تذكاريا لسعادة الدكتور خالد الحليبي معبرا عن شكره وتقديره لما قدم من مادة وافية وغنية المحتوى وطرحًا جديدا عميق الأثر والفائدة.